السيرة الفرعونية (سيرة الألهة) الثامون المقدس أشمون-الإجدود

Philo Alexander ɪɪ
12 min readJul 8, 2023

--

مقدمة لابد منها

غريب جدا إننا مانلاحظش إزاي قدر الشعب العظيم دة إنه يجمع و بمهارة فائقة و يوفق بين الحديث و القديم و الغارق في القدم ، و من قاموا بهذا التوفيق ماهم إلا المفكرين و الفلاسفة الحكماء من أبناء هذا الشعب ، و بدون قيود أو محرمات على عملية التفكير ، مجرد إطلاق العنان للتخيل و التفكر و التأمل في الكون و البيئة حول الإنسان المصري القديم ، و كان كل من ظهر عليه بوادر التفكر و الذكاء و الحنكة و الحكمة من أبناء الشعاب سارع هو و أهله لإلحاقه بالسلك الكهنوتي في المعبد ليتعلم العلوم الكونية المختلفة و علشان يبدع أقصى ما عنده و كما يريد .

فعلماء الكهنة المتفقهين اللذين عرفوا كل شيء و فهموا كل شيء ، قدروا يحافظوا على معتقدات شعبهم طوال ألاف من السنين كما حرصوا على الحاجات اللي وصلت ليهم من أجدادهم .

فكان طبيعي بشعب زراعي زي الشعب المصري أنه يتمسك بكل عقائده و معتقداته ، لكن الإبقاء على ما تحتويه من دقائق بسيطة مختلفة لم يكن إلا نتيجة لأولئك الفلاسفة الحكماء العلماء المتفقهين في علم الكهنوت ؛ و للأسف لم يحاول في يوم من الأيام واحد من حكماء أو العلماء أو الرسل في العصور اللي بعد كدة إنه يرجع للأفكار الفلسفية دي و يحاول التفكر فيها و يفسرها و يتفهم أصولها ، علشان يعرف إن الدين المصري الفرعوني كان في يوم من الأيام ذا صبغة موحدة مختلفة الألهة و الأشكال و القصص كنبتة أو بذرة إنبثق منها كل الأفكار العقائدية و الدينية اللتي تالتها سواء القديمة منها مثل اليونانية و الرومانية أو الحديثة مثل اليهودية و المسيحية و طبعا الإسلام ؛ و إن هذه الديانة و الأفكار الفلسفية إتصفت بصفة العقيدة ذات الأصول الثابتة كما سنرى الآن و في المقالات القادمة .

و العادات الفكرية المحافظة للمصرين خلت صعب إنهم يتخلو تماما عن فكرة قديمة و نبذها أو التخلص منها كليا ، و قد كان من غير الممكن لديهم الإحلال التام لفكرة جديدة محل آخرى قديمة ، و هم إما يسمحوا للفكرتين بالتعايش جنبا إلى جنب حتى و إن تجاهلو تناقضا واضحا في بنية هذا التعايش الملفق ، و إما -إذا أمكن- أن يمزجوا الفكرتين معا في مركب واحد ، و دة اللب اللي نشأ عليه الديانات الشرق أوسطية كلها .

ترتكز الفلسفة و الحكمة المصرية القديمة على فكرة التوازن و بسبب هذا فإن أحد الأفكار أو الفلسفات الرئيسية في المدرسة الفلسفية الفرعونية هي الاهتمام بالقلب (العقل) و اللسان ، فقد كان يظن المصري القديم أن العقل بمفهومة الحالي بالنسبة لنا موقعه و عضوه هو القلب ، فكلما ذكر لفظ القلب في الفلسفة و الحكمة الفرعونية نعلم أن المقصود بها العقل أو وظيفة العقل ، و القلب و اللسان بالنسبة لتفكير المصري القديم في الفلسفة الفرعونية هما رمزان ، فالقلب هو كما ذكرنا رمز (للعقل) في عصرنا الحالي بيت النوايا و الأفكار أما اللسان فهو رمز الفعل و العمل و التحرك ، و من هذا المنطلق كان يدرك المصري القديم موضوع قوة الكلمة و كيف أن القول و الكلمات هي محركات مهمة و أساسية و رئيسية في حياة المجتمع و البشر و قد تجلى هذا جدا في إستخدام كهنة المعابد للطريقة المؤثرة دي عن طريق القصص عن الألهة للتأثير على الشعب و القلوب و التحكم بها ، و بالتالي التأثير على عملية الحكم و السلطة في مدن رئيسية و مركزية زي هليوبوليس (عين شمس) ، و منف ، و طيبة ، و أونو أشمون (هيرموبوليس ماجنا) .

أجدود هيرموبوليس (الثامون المقدس) مع الإله بتاح في الصف العلوي و الإله تحوت في الصف السفلي

الثامون المقدس
الأجدود


“أنا الواحد اللي بقى إتنين اللي بقوا أربعة اللي بقوا تمانية و برضوا هفضل واحد”

“أنا الواحد اللذي أصبح إثنان اللذي أصبح أربعة اللذي أصبح ثمانية و مع ذلك أظل واحدا”

قصة الوجود أو نظرية الوجود حسب المدرسة الأشمونية هي أول و أقدم أفكار متماسكة تعبر عن عملية الوجود للكون و للإنسان حصلت إزاي ، و نص القصة بيقول :

((في البدء مكانش فيه حاجة غير اللاوجود أو الفوضى ذات نفسها و من اللاوجود أو الفوضى دي ظهر “المياه الأزلية” و اللي هي “الواحد القديم” أو “المبدأ الأول” أو “الأصل الأول” ، و بعد كدة ظهر أربع حاجات كانو هما أصل كل حاجة و كان كل حاجة فيهم و كل حاجة منهم و كان كل حاجة منهم إتنين و الأربع حاجات أو التمانية دول كانو :

1 — الإله (نون) — ذكر ضفدع ، الإلهة (نونيت) أنثى ثعبان
— المياه الأزلية ، ماء كثيف ، العمق العظيم

2 — الإله (حوح) ذكر ضفدع ، الإلهة (حوحيت) أنثى ثعبان
— الخلود ، اللانهائية ، الفضا اللي مالوش أخر ، قدرة مطلقة دافعة ، الكون اللانهائي

3 — الإله (كوك) ذكر ضفدع ، الإلهة (كوكيت) أنثى ثعبان
— الضلمة ، الظلام المخيم ، ظلام محيط ، الظلام الأبدي

4 — الإله (أمون) ذكر ضفدع ، الإلهة (أمونيت) أنثى ثعبان
— القوة الخفية ، اللارؤية ، عنصر لطيف لا يرى ، الخفاء ، الهواء


فالإله الأول أو القوة الأولى أو العنصر الأول فاضت روحه محيط مائي كثيف و تقيل إستقر فيه و خلاه هو مظهر وجوده و تجسد و تجلى فيه و توأمه أو زوجته بقت متجسدة أو متجلية في السماء كمراية ليه ، و الإله الثاني أو القوة الثانية أو العنصر الثاني تجسد و تجلى في مظهر القوة المطلقة الدافعة اللي أشتق منها أسمه بلفظ يدل على الحركة المستمرة و لا نهاية ليها زي الأمواج و إنسياب المياه فكان أسمه (حوح) بلا نهاية صوتية أو إرتكاز صوتي في النهاية علشان يعبر عن اللانهاية و الإله (حوح) كان بيرمز دايما في لغة (ميدو-نترو) برقم اللانهاية أو المليون بالنسبة للمصري القديم ، و الكيان التالت أو القوة التالتة أحاطت نفسها بظلمة عظيمة و كثيفة و كانت هي التجسيد و التجلي بتاعه و الألهة الأنثى معاه ، و القوة الرابعة أو الكيان الرابع كان العنصر اللطيف اللذي لا يرى كأنه هوا أو شيء خفي زي الهوا بالظبط فكان التجسيد بتاعه حرفيا هو وجوده أو وجود تأثيره مع عدم ملاحظته ماديا و كانت معاه الإلهة الأنثى تمثل اللا محسوس و اللا مدرك .

و بعد فترة من الوقت إتجمعت العناصر أو القوى التمانية دول ذكور ضفادع و إناث تعابين و كانو عاوزين يغيروا حالتهم القديمة دي بحالة تانية جديدة ، فإتعاونو مع بعض و أوجدو من العدم ربوة أو تل أو صخرة (ستسمى فيما بعد بن بن) فوق المياة الأزلية و فوق الربوة دي طلعت زهرة لوتس و كبرت لحد ما فتحت و كان فيها دحية (بيضة) طائر مائي و لما إنشقت الدحية (البيضة) دي خرج منها كائن ذو جناحات عظيمة شبة الوزة بس مدور و منور الكائن دة هو الشمس و صرخ صرخة عظيمة جدا ملئت الأرض و الكون كله ووصلت لكل مكان فيه و كانت الصرخة دي هي نور الشمس اللي أنتشر و ملى الأرض و الكون كله بالحياة ، و بعد فترة إتجمع الثامون المقدس دة تاني و رجع لشكله الأساسي مرة تانية قبل التجسد و التجلي و كان هذا الشكل الأساسي هو الإله (تحوت) أو (جحوتي) المعظم مرتين و المعظم ثلاث مرات الواجد نفسه من العدم وواجد كل شيء و أي شيء)) .

و دي كانت قصة الوجود أو نظرية الوجود حسب حكمة المدرسة الأشمونية الفلسفية ، و هي أول نظرية فلسفية متماسكة في الفلسفة الفرعونية تعبر عن أو تشرح قصة نشأة الكون و الحياة ، و طبعا واضح إنها فيها أفكار بدائية شويتين و هيظهر دة جلي لما نحكي قصة مدرسة تاسوع هليوبوليس المقدس الأكثر تطورا فكريا و الأحدث زمنيا ، و لكن رغم بدائيتها إلا إنها أفكار عميقة جدا بتعبر بدرجة كبيرة من الفكر و التأمل و التحليل لأصل الموجودات عن طريق إستخدام عناصر البيئة المحيطة المجردة لتفسير “كيف بدأ الخلق؟!” .

أجدود هيرموبوليس (الثامون المقدس) كما صور على سقف معبد دندرة

الشرح و التفسير للأفكار الفلسفية و الحكمة

قبل قصة الوجود الأشمونية كانت فيه أفكار بدائية عن الإله الشمس و نشئته و نشأة الكون و لكنها كانت مليانة ثغرات و غير مريحة فكريا للفيلسوف أو الحكيم المصري القديم ، -فالمصريين القدماء لم يكونو فلاسفة محبين للحكمة بل كانو حكماء يصنعون الحكمة و يصيغونها- ، فأخذ حكماء مدينة (أون) على عاتقهم التفكر و التأمل و إيجاد قصة و تفسير جديد قوي متماسك ليفسر نشأة الكون و الحياة و قد فعلوا ووضعوا نظرية الثامون و اللي إتسمى موقعهم الجغرافي و مدينتهم إسمها ، فكلمة خمنو أو خمون معناها و بتعبر عن رقم 8 بس بالميدو-نترو اللغة المصرية القديمة و اللي أتحرفت في القبطية لـ شمنو أو شمون و أصبحت من الإسم دة مدينة (أشمون) أو (الأشمونين) و للعلم فالمنطقة دي كانت إسمها في العهد الفرعوني بـ(أونو) و بعد كدة إتسمت (بر جحوتي) و اللي معناها حرفيا بيت الإله جحوتي أو مقر عبادة الإله جحوتي ، و اليونانين سموها (هيرموبوليس ماجنا) .

زي ما شوفنا تخيل الحكيم المصري القديم ما قبل العالم إنه عبارة عن اللاشئ متمثل في فوضى و الفوضى دي عبارة عن وحل أو مستنقع طين يعني مكون من المياه الأزلية و طبعا مكان زي دة لما تأمل لقى إن بيعيش فيه كائنات زي الضفادع و التعابين ، و الوحل أو الطين هو أو حاجة بتظهر بعد إنحسار ماية الفيضان و تراجعها ، و على نفس الصورة دي بالظبط بدأ الحكيم المصري القديم إنه يتأمل و يتخيل و يتصور الألهة و نشأة الكون الكبير بتحصل بنفس الطريقة المصغرة أو نفس النظام الصغير دة بالظبط ، و بالتالي لأن الإنسان المصري القديم بطبعه مزارع يعرف الزراعة فهو معتاد على الشكل دة بعد الفيضان و الكائنات دي فكان التفسير دة بالنسباله وقتها قريب من منطقه اللي هو متعود و بيشوفو بشكل دوري .

و زي بالظبط ما كانت التعابين و الضفادع بتيجي لوحدها و مكانتش بتبقى موجودة قبل كدة بنفس الطريقة دي هو تخيل القوى الكونية أو الكيانات الكونية الأولى على نفس شاكلتهم و أنهم أتوجدو زيهم من غير تفسير كبير وصلنا منه عن كيفية وجودهم فجأة كدة ، بس إحنا ممكن نفسر من كلامه و أفكاره أنه كان عاوز يقول أو هو قال كدة فعلا بس مش بتفسير واضح ، إنه الكيان الأول أو الإله الكوني تشكل و تجسد في القوى و الكيانات التمانية دي و عن طريق كدة ظهروا للوجود و أظهروا العالم للوجود .

طبعا لو تأملنا شوية هنلاقي إن هو تبنى 8 أو أربع قوى عظمى فعلا في الكون و حتى اليونانيين ذات نفسهم مفكروش فيهم ؛ و هما أولا قوة المياه المتمثله في الإله (نون) و مرايته السماء (نونيت) لأن المايه كانت عصب الفكر المصري القديم لأنها حرفيا بتمثل الحياة بالنسباله و من غيرها هيفنى و هيموت و من هنا جت القوة التانية قوة الخلود المتمثلة في (حوح) و (حوحيت) و اللي ذكرنا سبب التسمية قبل كدة و مسألة الخلود كانت من الحاجات اللي شاغلة جدا تفكير الحكيم المصري القديم فكان بالنسباله النعيم هو خلود الأسم و عدم نسيانة و بالتالي عدم نسيان الشخص و أعماله و الجحيم بالنسباله أو العقاب عو عكس كدة يعني النسيان بالنسباله بيمثل الفناء فكان دة السبب أنه يعتبر اللانهائية و الخلود قوة كونية عظمى أو كيان كوني عظيم لأنها مؤثرة فيه جدا طول تاريخه ، و القوى أو الكيان الكوني التالت كان الضلمة المتمثلة في الألهة (كوك) و (كوكيت) و طبعا كلنا عارفين تأثير الضلمة و غياب الضوء فينا كلنا البشر فمابالك بحد تفكيره إنه بيقدس الشمس و نورها أساسا و لينا وقفة هنا إنه و رغم بدائية تفكيره إلا إنه كان ناضج فكريا كفاية و واعي كفاية و عميق كفاية إنه يتوصل إن النور مش هو الأساس و إن الضلمة الأبدية هي الأساس و إن النور هو التأثير الغير أساسي اللي بيحصل في الضلمة دي و يغيرها و دي مش فكرة بسيطة دي فكرة فلسفية عميقة جدا ، و بعد كدة نلاقي القوة الكونية أو الكيان الكوني الرابع و الأخير و هو القوة الخفية المتمثلة في الإله (أمون) و الإلهة (أمونت) و إسم أمون معناه الحرفي الخفي أو اللذي لا يرى أو اللذي لانعي به أو لا ندركه بلغة ميدو-نترو المصرية القديمة و التأثير الخفي للأشياء زي ما إحنا شايفين الحكيم المصري القديم كان واعي بيه و حاول يفسره و يظهره و في تفكيره و كان بيمثله بالهواء لأنه فعلا له تأثير و لكنه كمادة فهو خفي لأنك ماتقدرش تشوف الهوا ، و بسبب إن إن قوة تأثير الأشياء الخفية دي هي أكتر الحاجات أو أكترالقوى الأربعة اللي هتأثر على تفكير و فلسفة الحكيم المصري القديم هنلاقيه في المستقبل لنا تفكيره تطور أتخذ أمون كإله أساسي و رئيسي ينبثق منه العالم و التاسوع المقدس و بيعبر عن الشمس اللي هنشوفو في المقالات و القصص اللي جاية .

أعتقد إن تسمية هذا الثامون بالإجدود لأنها أقدم قصة للألهة أو لعائلة ألهة معروفة و متماسكة و بالتالي كلمة أجدود جاية أو مشتقة من كلمة جدود يعني الألهة جدود الألهة ، أباء الأباء يعني زي جدي و جدك و ستي و ستك كدة .

وفي قصة تانية صغيرة أخيرة بتحصل في المستقبل في مدينة طيبة لما بيتبنوا مدرسة التفكير الأشموني والقصة دي بتقول أو بتدعي إن :- ((الثامون الإلهي المقدس نشأ و وجد في مدينة طيبة و بعد كده إتشال و إتنقل مع تيار وأمواج النيل عشان يروح يستقر في مدينة الأشمونين واللي فيها أتموا عملية الخلق أو وضع البيضة على جزيرة اللهب وإللي من إسمها باين إنها إتسمت كده علشان ظهر منها النور بتاع الشمس ، وبعد ما عملو عملية الخلق إنتقلوا لمدينة منف حيث خلقوا الشمس النهائية بكلمة منهم”
وطبعا فكرة أو عملية الخلق بالكلمة دي فكرة متطورة ومتقدمة جدا مكانتش موجودة في وقت ظهور المدرسة الأشمونية بس هنبقى نشرحها بتفاصيلها في وقتها في المستقبل .

الإله (نون) أول و أقدم الألهة المصرية القديمة و يعتبر هو جد و أبو الألهة كلها و كان رمز للمياة الأزلية و المحيط المائي الأزلي العميق ، الإله (حوح) إله الخلود و اللانهائية و كان يمثل رمزا للميلون أكبر رقم عرفه المصري القديم

كلمة أخيرة لابد منها

زي ما شوفنا وزي ما لسة هنشوف في باقي السلسلة في المستقبل إن إزاي الفكر المصري القديم والفلسفة الفرعونية كانت سباقة بالأفكار الفلسفية العميقة إللي محدش إهتم إنه يدرسها ولا يتعمق فيها و يحللها كما يجب أن يكون فكل مذهب فرعوني وكل مدرسة مذهبية قديمة هي محتاجة مش أقل من أبحاث وكتب للتعمق فيها و فهمها الفهم الصحيح إللي يليق بيها ، و أظن إنه حان الوقت إننا نستغل موجة العودة للقومية الفرعونية المصرية القديمة أفضل إستغلال وأنسب إستغلال ليها بحاجة تفيد فعلا الفكر المصري الحديث بالرجوع إلى أصوله الفرعونية وإللي هي أصول للفكر الغربي الفلسفي المبني على الفلسفة اليونانية كله لأن الحكمة الفرعونية هي الأصل والأب والأم للفلسفة اليونانية .

وعاوز أذكر هنا إن لازم نسمي الأفكار الفرعونية دي إنها حكمة لأن زي ما قلت قبل كده لو كانت كلمة فلسفة تعني محب الحكمة فالمصري القديم هو منشأ و منبع و مصدر و مصيغ الحكمة دي أصلا ، فإحنا محتاجين نبطل نبقى ماشيين ورا الفكر الغربي إللي عمره ما هيبص لوحدو النظرة الصحيحة لحكمة حضارتنا الفرعونية وإللي دايما هيقلل منها في مقابل إعلاء كل ما يتعلق به من فلسفة يونانية وأفكار غربية يعتبرها هي الأصل لأفكاره ، ولا يجب أن نعادي ذلك إطلاقا بالعكس بل يجب أن نستخدم ذلك لصالحنا لنثبت له إن الفلسفة والحكمة الفرعونية هي الأصل .

وعاوز أقول برضوا و أوضح حاجة أخيرة إن في العصر الفرعوني كان الفلسفة (الفكر) والدين (الفكر والطقوس) والعلم (الفكر والطقوس والمنطق والمعلومات) كانوا عبارة عن شيء واحد وهي (الحكمة) ، وبعد كده لما إتعلم اليونانيين المفكرين في مصر توصلوا إنهم يفصلوا الدين عن الفلسفة والعلم أو الكهنوتية عن الفلاسفة والعلماء ، وبعد كده جه العصر الحديث ففصل الفلسفة عن العلم أو الفلاسفة عن العلماء الأكاديمي وده كان تطور أمر واقع للعقل والتفكير البشري دون أي سبق إصرار أو تعمد ويجب أن نكون واعيين به ؛ وإنه في أيام الفراعنة كان يطلق على الشخص العالم وذو العلم (كاهن وحكيم) في نفس الوقت ، ثم في العصور إللي بعدها (رجل دين وكاهن) لعالم الدين و(فيلسوف و حكيم) لأي تخصص علمي آخر ، ودلوقتي في وقتنا الحالي في (رجل دين وكاهن) وده العالم في الدين و (فيلسوف ومفكر) وده الحكيم صاحب التأمل والفكر و (العالم الأكاديمي) وده أي ذوعلم عملي غير الدين والفلسفة والفكر .


— فيلو Philo
1 أبيب 6264
8/7/2023
20 ذو الحجة 1444

المصادر


— الديانة المصرية القديمة — تأليف : ياروسلاف تشرني — ترجمة : د/ أحمد قدري — مراجعة : د/ محمود ماهر طه .

— الديانة المصرية القديمة — تأليف : أدولف إرمان — ترجمة : د/ عبد المنعم أبو بكر ، د/ محمد أنور شكري .

— الجابتانا أسفار التكوين المصرية — مانيتون السمنودي — تحقيق : علي علي الألفي .

— موسوعة مصر القديمة / الجزء السابع عشر : الأدب المصري القديم — سليم حسن .

— موسوعة مصر القديمة / الجزء الثامن عشر : الأدب المصري القديم — سليم حسن .

— معجم الحضارة المصرية القديمة — تأليف : جورج بوزنر ، و أخرين — ترجمة : د/ أمين سلامة — مراجعة : د/ سيد توفيق .

— موسوعة الفراعنة / الأسماء و الأماكن و الموضوعات — تأليف : ياسكال فيرنوس ، جان يويوت — ترجمة : د/ محمود ماهر طه .

— موسوعة الأساطير و الرموز الفرعونية — تأليف : روبير جاك تيبو — ترجمة : فاطمة عبد الله محمود — مراجعة : محمود ماهر طه .

— إنتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم — تأليف : جيمس هنري برستيد — ترجمة : أحمد فخري .

— سجلات من مصر القديمة / المجلد الأول ، الثاني ، الثالث ، الرابع — تأليف : جيمس هنري برستد — ترجمة : عثمان مصطفى عثمان — مراجعة : أ.د/ جاب الله علي جاب الله .

— الجريمة في مصر القديمة — تأليف : باسكال فيرنوس — ترجمة : أحمد حسني البشاري .

— أصل الفلسفة — د/ حسن طلب .

— ما قبل الفلسفة الإنسان في مغامرته الفكرية الأولى — تأليف : هـ.فرانكفوت ، جون.أ.ولسون — ترجمة : جبرا إبراهيم جبرا .

— بلحنافي، جوهر. ( 2018 ). الإبداع في الفكر المصري القديم.أعمال الندوة

الفلسفية التاسعة والعشرون للجمعية الفلسفية المصرية : النقل

والإبداع، القاهرة: جامعة القاهرة — الجمعية الفلسفية المصرية، 33–47 .

مسترجع من

1150518/Record/com.mandumah.search//:http

— بقطرفي، لويس، و حنا، توفيق. ( 2004 ). لويس بقطرفى: تأملات

فى الادب المصرى القديم.أدب ونقد، ع 228 ، 88–99 . مسترجع من

http://search.mandumah.com/Record/292278

— عبدالرحمن، ولاء محمد محمود. ( 2022 ). الخلط بين العقيدة والمعتقدات خلال العصرين اليوناني والروماني

في مصر: دراسة فنية.مجلة مركز الدراسات البردية والنقوش، مج 39 , ج 1، 539–578 . مسترجع من

http://search.mandumah.com/Record/1334911

--

--

Philo Alexander ɪɪ
Philo Alexander ɪɪ

Written by Philo Alexander ɪɪ

هنا أنا . أرائي ومعتقداتي و أفكاري كلها هنا . أغلى ما أملك هو هنا . بل كل ما أملك هو هنا. لذا ..... هنا تعرفون من أنا https://linktr.ee/philoalexii

No responses yet